- رحلة صعود رالف لورين
- ما سر نجاح رجل الأعمال رالف لورين
نشأ “رالف ليفشيتز” فى “برونكس” بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٣٩ لعائلة من المهاجرين اليهود من الطبقة العاملة، مما يلخص مسيرته المهنية على أنها قصة “من الفقر إلى الثراء”.
كان الإسم الأول لعائلته محض سخرية بين زملائه في المدرسة، لذا قرر هو وأخيه تغيير إسم العائلة ليصبح “لورين”.
إنتقل رالف لورين عام ١٩٥٥ إلى مدرسة ديويت كلينتون وتخرج منها في عام ١٩٥٧، وطُلب منه آنذاك أن يكتب جملة تحت صورته في كتاب العام فكتب “أريد أن أصبح مليونيرًا” ومن هنا بدأت قصة كفاحه للوصول إلى هدفه في أن يصبح مليونيرًا.
في مرحلة مراهقته ظهرت عليه هواية عالم الموضة والملابس فقد كان يهوى التوفيق بين الألوان وبعضها، لذلك إلتحق بوظيفة بعد المدرسة كبائع صغير لرباطات العنق (الكرافتات).
ومن تلك النقود التي كان يكسبها كان يقوم بشراء ملابس له، فكان ينتقي الملابس ذات الجودة العالية لذلك عُرف عنه أنه من الشباب الأنيق بين زملائه.
لم يستطع إستكمال تعليمه الجامعى لكنه درس في معهد متخصص في إدارة الأعمال إلا أنه تركه بعد سنتين فقط، لأن الحياة الصعبة التي كان يعيشها لم توفر له المال لكي يستكمل تعليمه.
إلتحق بالعمل في سلسلة متاجر للملابس، وظل يدخر من راتبه الشهري حتى إلتحق بالجيش لتأدية الخدمة العسكرية وقضى فيه عامين.
– رحلة صعود رالف لورين
بعد أن إنتهت أعوام الجيش إلتحق رالف بالعمل في بيت أزياء متوسط المستوى، وحاول خلال هذه الفترة أن يقوم بتصميم “رباطات العنق” لبيت الأزياء الذي يعمل به، ورغم أنه فعل ذلك بإحتراف شديد إلا أن إنتاجه لم يَلق أي نجاح.
إستطاع أن يطور لاحقاً من رباط العنق، والإنتقال بالموضة الحالية من شكل إلى شكل آخر أكثر تميزًا، فقام بتصميم رابطات عنق بألوان فاتحة ومزركشة.
أثار ذلك إعجاب الناس، وقفزت أسعار رباطات العنق بسبب رالف لورين وتصاميمه الجديدة من خمسة دولارات إلى عشرين دولاراً.
أسس رالف لورين أول شركة للأزياء تحت اسم “بولو للأزياء“، وإختار شعار الشركة على هيئة رجل يلعب بولو على الحصان، لأن لعبة البولو كانت خاصة بالملوك والأثرياء وكانت لعبة عالمية ومشهورة آنذاك.
بعد ذلك قام رالف بتطوير نفسه وتوسيع نشاطه ليشمل أزياء خاصة بالرجال، فغزت تصاميمه الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والنمسا، والسويد.
بعد ذلك قرر دخول عالم الموضة النسائية، وقام بتصميم كل ما يخص ملابس النساء، وفى عام ١٩٧٢ إفتتح أول متجر لبيع أزياء النساء في أرقى منطقة ببريطانيا وهى “بيفرلي هيلز”.
حصل رالف لورين على الكثير من التكريمات الدولية والعالمية، وذلك للنجاح الكبير الذي حققه في عالم أزياء الرجال والنساء وتصميم الديكورات وإنتاج العطور.
ونال جائزة أفضل رجل إنجازاً على مستوى العالم، لإنه إستطاع أن يحقق ثروته بالكامل خلال فترة لم تتجاوز الخمسة عشر عاماً.
وقد تم إختياره بالإجماع عام ١٩٩٦ ليكون أفضل مصمم أزياء في العالم، وبذلك إستطاع رالف أن يقفز من القاع إلى القمة، وذلك فقط لأنه أصر وإجتهد وقرر أن يكون مليونيراً في يوم من الأيام.
في عام ١٩٩٧ قرر رالف تحويل شركته من شركة خاصة إلى عامة لتدخل سوق البورصة تحت إسم “RL” ورغم تخوفه إلا أن هذا التحول مكنه من إكتساب ثروة تقدر بأكثر من ٦ مليارات دولار، ليُصبحَ ضمن قائمة أكثر ٢٠٠ شخص ثراءً في العالم.
– ما سر نجاح رجل الأعمال رالف لورين؟
حدد لورين لنفسه هدفًا، وهو الهروب من قيود الفقر وعيش حياته كما تصورها، فقام بالعديد من المخاطر على طول الطريق ولكن مثابرته وتصميمه أوصلاه إلى ثروات تفوق الخيال.
وفيما يلي خمسة نصائح يجب تذكرها من رالف لورين عندما يتعلق الأمر بتحقيق أهدافك:
١- إعرف نفسك جيداً
قال رالف لورين ذات مرة “النجاح يتعلق بالإحساس بنفسك وما تؤمن به كل يوم” لم يخفق أبدًا في البقاء مخلصًا لمعتقداته وأذواقه، وحاول إظهار جزء منه في عمله كل يوم.
لا يمكن أن يكون لدينا رؤية أو حلم إذا كنا لا نعرف من نحن، البقاء على إتصال بأخلاقنا وقيمنا هو ما يحافظ على حلمنا ويسمح لنا بالمثابرة في العمل من أجل تحقيقه.
٢- لا تنتظر ليأتي النجاح إليك، إذهب أنت إليه
العديد من رواد الأعمال المحتملين الآن لديهم كثير من الأعذار “سأحصل على ماجستير إدارة الأعمال أولا” أو “أريد الإنتظار حتى يحين الوقت المناسب” كل هذه الأفكار ليس إلا مصائد ذهنية ستبقيك عالقًا.
على الرغم من أن لورين كانت لديه فكرة منتج واحد فقط، إلا أنه كان يعلم أن الفكرة تستحق المثابرة والمجهود، وأن فكرة واحدة ستخلق له كثير من الأفكار ليصل إلى طريق النجاح.
يمكن لأي شخص تقليد النجاح، ولكن فقط رواد الأعمال الناجحين حقًا يمكنهم صياغة طريقهم الخاص بهم. فمن خلال التركيز على رؤيتك الخاصة، يمكنك التغلب على حشود المقلدين.
٣- تحكم في مصيرك ” قال لورين أنا لا أصمم الملابس، أنا أصمم الأحلام”
كل قطعة صنعها رالف لورين كانت حلمًا آخر حققه في طريقه ليصبح مليونيرًا ناجحًا، على الرغم من نشأته الفقيرة لم يدع رالف لورين نصيبه في الحياة يتحكم في الإتجاه الذي قرر إتخاذه.
قال له رئيسه ذات مرة “العالم ليس جاهزًا لرالف لورين” على الرغم من أن الأمر لم يكن مقصودًا على هذا النحو، إلا أن لورين أصبح مصممًا على متابعة رؤيته الخاصة وتحقيق حلمه وإثبات كفائته.
٤- فكر دائماً بإيجابية
تذكر أن كل يوم يمثل فرصة جديدة لنجاحك الشخصي والمهني، حاول رالف لورين دائمًا الحفاظ على موقف إيجابي تجاه الحياة، فكان ينظر إلى كل يوم على أنه فرصة جديدة للفشل أو النجاح، لكنه أدرك أنه بغض النظر عن النتيجة، فإنه سيكسب شيئًا من التجربة.
كلنا نفشل في شيء ما في وقت أو آخر. لكن الطريقة التي نتعامل بها مع فشلنا تحدد بشكل كبير مقدار النجاح الذي يمكننا تحقيقه.
في المرة القادمة التي تفشل فيها في شيء ما تراجع إلى الوراء وقم بتدوين ما تعلمته منه، وفي المرة القادمة ستكون ناجحًا.
٥- حب ما تفعله وإفعل ماتحب
منذ اليوم الأول لم يكره رالف لورين الذهاب إلى العمل في الصباح، إهتم لورين دائمًا بالتعبير عن شخصيته في عمله، قال لورين “كل ما أقوم به هو رسالتي، وكان هدفي لسنوات صنع الأشياء التي أحبها”.
لدينا جميعًا أيامنا المزاجية، ولحظات من الشك والفرح في الحياة، ولكن إذا تمكنت من إيجاد طريقة لقضاء حياتك في فعل شيء تحبه، فستبدو عوائق الحياة الأخرى أصغر بكثير.
حاول وإبحث عن الشغف في كل ما تفعله، وستجد العمل يصبح أكثر إحتمالًا.
اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.